top of page

What stole my laughter? ما سرق بلدي الضحك؟


إحدى الترجمات الأوضح للعنوان الأصلي، يمكن أن تكون (ما الذي سرق ضحكتي؟).

و الحقيقة أن الذي سرق ضحكتي هو ترجمة غوغل الحرفية للعنوان: (ما سرق بلدي الضحك)!

و الجملة ،كما هي، في ترجمة غوغل.. و للوهلة الأولى يمكن أن تُفهم على طريقتين:

الأولى تعني النفي: الضحك لم يسرق بلدي.

والثانية تعني التأكيد : ما سرق بلدي هو الضحك.

في أحد المحلات، ببلد عربي ، يحدث أن تجد لائحة تعريف للمنتج ،و عرضاً للسعر، باللغتين :العربية و الإنكليزية.

و المكتوب بالعربية: (البصل الأخضر يغادر) . يُقصَدُ منه هنا، حسب اللغة الإنكليزية:

أوراق البصل الأخضر (Green Onion Leaves) .و إذا استخدمنا غوغل الآن، لوجدنا ترجمة صحيحة.

(لا أدري إن كان الخطأ السابق قد أصلح، أو ربما أن مترجمها قد استخدم وسيلة أخرى للترجمة؟).

(لا أنكرُ.. لقد ضحكت...).. النتائج مضحكة في الغالب. لكن هل هي مضحكة مبكية، كما في العنوان؟ أليس ذلك تدميراً للغة أو استسهالاً لها و صياغتها بشكل خاطىء، مُضحك، أو سرقة أو إهانة تلحقُ بها ؟

هل هي أزمة لُغة تواجه العالم، باختلاف ثقافاته و تنوّعه، كنتيجة حتمية للتمازج أو للعولمة؟ أم هي استسهال من أفراد أو شركات تظن ــ وهي مخطئة حتماًــ أنها توفر المال باستخدام أدوات مجانية أو رخيصة، لكنها غير محترفة؟

لا أظن أن الحلّ النهائي سيأتي من خلال المؤسسات أو في معاهد اللغة العربية؛ بل أعتقد أن الشركات الخاصة أو المشاريع و المنتجات التجارية ــ من خلال رغبتها في فتح أسواق جديدة في العالم و التواصل معها بشكل صحيح ،عن طريق فهم مستهلكيها الجدد ــ قد ساهمت أصلاً، بالدور الأهم في تحديث اللغة ،و إيجاد الحلول ،على مستوى المعنى. كما ساهمت بالكثير أيضاً، على المستوى البصري. فعلى سبيل المثال ، تطوير الخطوط العربية عامة و على الكمبيوتر، لإيجاد مرادفات بصرية للخطوط الأجنبية. لكن تبقى المشكلة بحاجة للكثير من العمل.

(قد يكون الحل هو تنبيه هذه الشركات إلى التأثير السلبي للموضوع على مبيعاتها).

أعتقد أن ثقافة الاقتصاد و الاستهلاك، تنتصر علينا كل يوم. و هي السائدة الآن. و ربما كان الحلّ الأجدى، بدلاً من محاربتها على طريقة الدون كيشوت، أو حتى على طريقة المثقف المتعالي، هو تعزيز إيجابياتها و استخدامها للحفاظ على ثقافتنا، فالمعادلة ربّما تكون بسيطة :

(لتبيع أكثر و تحقق أرباحاً أكثر، عليك أن تفهم و تحترم ثقافة و لغة و عادات الناس في الأسواق الجديدة، و أن تكون أقرب إليهم...) هذا هو السائد الآن ؛ فلنوظّفْهُ بدلاً من محاولة محاربته.

إنّ هذا لا يقلل أبداً من الأهمية الكبرى لدور المؤسسات و الهيئات الرسمية؛ لكن على الشركات أن تدرك أن تغيير ثقافة الأسواق الجديدة، و الاعتماد على من هم يتحدثون أكثر من لغة، من دون الانتباه إلى لغتهم الأصلية، ربّما كانا سبباً للابتعاد عنهم والوصول إلى أقل ربحية و أكثر تكلفة. و في بعض المنتجات، قد تكون الترجمة خطيرة جداً ، و قد يتحوّلُ الموضوع في الكثير من الأحيان ،إلى إهانة. وللموضوع بقية…